14/04/2023
رسم ذاتك الداخلية: وجهة نظر فنان حول كيف يمكن للفن مساعدتك على التواصل مع مشاعرك.
By Saurabh Syal
هل شعرت يومًا بأن مشاعرك فياضة لكنك تجد صعوبة في التعبير عنها بالكلمات؟ لا عليك، لست لوحدك. أشعر أحيانًا بذلك أيضًا. قد تكون المشاعر معقدة ويصعب صياغتها في كلمات. لكن إليك فكرة رائعة: لماذا لا تعبّر عن نفسك من خلال الفن؟ كنت محظوظًا كفاية لمقابلة إبراهيم غيلاني الأسبوع الفائت، فنان معاصر من مواليد باكستان وذو معرفة عميقة، حيث تعلّمت كل مفهوم فريد عن مشاركة المشاعر من دون التلفظ بكلمة. أليس هذا رائعًا؟
لذا فإن كنت تواجه صعوبة في التعبير عن نفسك شفويًا، فتابع القراءة حيث يشاركك غيلاني كيفية انتقاء فرشاة الرسام لترسم مشاعرك بالألوان. ربما تستغرب البصيرة والإلهام الذي ستصل إليه في هذه العملية.
1.كيف اكتشف إبراهيم غيلاني ارتباط الفن بالصحة؟
وكما تقول قصة كل فنان مشهور، بدأ غيلاني الرسم في بداية السنة السادسة من عمره. لكنه دخل عالم الأعمال مع تقدمه في العمر ليكسب رزقه وانشغل في الموازنة بين حياته العملية والشخصية والزوجية فلم يجد الكثير من الوقت ليكرسه لفنه. بعد مضي 20 عامًا من الانشغال في عالم الأعمال، بدأ يشعر بالركود في حياته وقرر بأن الوقت قد حان ليترك ذلك ويخصص الوقت لشغفه الحقيقي – ألا وهو الفن. أخذ استراحة لمدة عام وجاب العالم ليزور معارض الفن المتنوعة ويقابل الفنانين المتنوعين.
استشهد بمقولة – “إن لم تعثر على الطريق الصحيح، فلا عليك! سيمنحك العالم إشارات وربما سيأخذك إلى هناك في النهاية.”
خلال تواجده في سلطنة عُمان، اجتمع بفنان إيراني أمريكي مشهور في فعالية من جلسات الفن حيث تعرّف إلى حقيقة أنه يمكن للفن أن يكون بوابة للصحة الذهنية. لقد واصل العديد من هذه المشاركات مع فنانين مختلفين ووجد أن المفهوم مذهل. بدأ بالعمل مع الشركات الصحية وعلماء النفس وانخرط في جلسات تعليمية يدرّسها خبراء.
بعد مضي عام من التدريب على الفن والصحة معًا، أنشأ غيلاني نوعًا فريدًا هو “جلسات الفن الصحية” والتي تُقام حاليًا كل شهر في فندق ذا إتش دبي.
2.لماذا لا تحتاج إلى أن تكون فنانًا محترفًا للاستفادة من العلاج بالفن.
يمكن أن تتحول مشاعرك إلى فن. أجل، سمعتها بشكل صحيح ويشرح غيلاني الطريقة.
يبدأ غيلاني في جلسات الفن الصحية الخاصة به بالتأمل والمناقشة وجلسات التصوّر الذهني ليتواصل المشاركون مع مشاعرهم وأفكارهم. بدلًا من أن يخبرهم بطريقة الرسم، إنه يساعدهم على التواصل مع ذاتهم الداخلية عبر الفن ويرشدهم إلى أن يفيضوا بمشاعرهم على قماشة الرسم قبل انتهاء جلساته الفنية بالتأمل الجماعي وجلسة النقاش. هذه الجلسات متاحة للجميع، بدءًا من الفنان ووصولًا إلى شخص لم يسبق له أن استعمل فرشاة الرسم. كوني شاعرًا، أظن أنه يمكن لأي شكل من أشكال الفن أن يكون أداة قوية للتعبير العاطفي والمعالجة، ليس للفنانين فقط بل لأي شخص طالما تطلق العنان لذهنك المتفتح ورغبتك في التخلي عن مشاعرك المكبوتة.
إذًا أنت تدرك الآن، لا يتعين عليك أن تكون فنانًا محترفًا لإنشاء فن يعبر عن مشاعرك. يتمحور الأمر برمته حول المعالجة وإطلاق العنان لمشاعرك الداخلية. في المرة القادمة التي تشعر فيها أن مشاعرك مكبوتة، جرّب التعبير عنها من خلال أي شكل من الفن، سواء كان الرسم أو كتابة الشعر أو الغناء أو الرقص. قد تستغرب من نفسك مما تنشئه وكيف يجعلك تشعر.

3.أهمية أخذ استراحات: وهل من طريقة أفضل من دمج الفن بالتأمل
بعد قضاء 20 سنة في منوال الأعمال الممل، يغرس غيلاني في ذهنكم جديًا أخذ استراحات من حياتكم المزدحمة وتخصيص الوقت لأنفسكم. كانت نصيحته الشخصية لي “فيما أنت في فترة الشباب حيث تحاول اكتساب عمل وإقامة علاقات، لا تنس أن تأخذ استراحة وتراقب ما يحدث من حولك لأن ذلك هو جوهر العثور على الجانب الهادف للحياة.” والعبارة التي علقت في ذهني كانت حين قال غيلاني – “هلّا تأخذ استراحة.”
إن كان لديك فرصة لحضور أي من فعاليات الجلسات الفنية الخاصة به (فاحجز مقعدك هنا)، فبعد مرحلة التأمل، سيجلس معك على انفراد ويتحدث إليك وجهًا لوجه عن حياتك. ودعني أخبرك بأنه مراقب ثاقب النظر ويصغي بإمعان لما تقوله، إذ إن ذلك سيساعده في أن تبرز مشاعرك الداخلية على قماشة الرسم الخاصة بك.
لذا إن كنت تشعر بأنك عاجز أو لا تنجز شيئًا، فربما أن الوقت حان لتخطو خطوة نحو الوراء وتراقب وربما تنضم إلى جلسة الفن الصحية لتطلق العنان للفنان الذي يكمن في داخلك!
4.لا بأس في أنك لست على ما يُرام!
يستحضر غيلاني قصة أحد طلابه الذي لم يكن راضيًا عن لوحته حيث لم يستطع إتمامها كما تصوّرها أن تكون. أشار غيلاني إليه بأنه لا بأس في أن يأخذ استراحة بسيطة ويحاول النظر إلى اللوحة من زاوية مختلفة. وتعلّمت أن الأمور لا تسير وفق المخطط له في الحياة أحيانًا، ولا بأس بذلك، إذ يُوجد دومًا منظور مختلف للتركيز عليه.
أتذكر حين فقدت صديقًا مقربًا لي منذ عامين، حيث أحزنني الأمر للغاية وشعرت بالفراغ الداخلي بطريقة أو بأخرى. إذ شعرت بالعجز من غير وجود شخص أفضي له بمشاعري. لكن كما تقول جدتي، لطالما كان هناك نور بعد الظلام. كل ما عليك فعله هو العثور على الفن الذي يمكِّنك من التعبير عن مشاعرك بحرية، وحين تكون في هذا الموقف مجددًا، قل فقط لنفسك، “هلّا تأخذ استراحة.”
احجز الآن

اتصل بنا

اترك تعليقاً